vendredi 12 juin 2009



أسباب النزول معناه وأهميته ولمحة إليه
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد :
علم أسباب النزول:
هو علم يبحث فيه عن أسباب نزول آية أو سورة ووقتها ومكانه وغير ذلك , فهو فرع من فروع التفسير والغرض منه ضبط تلك الأمور (1) .
فوائد معرفة أسباب النزول :
ولمعرفة أسباب النزول فوائد كثيرة وأخطأ من قال لا فائدة له لجريانه مجرى التاريخ .
ومن فوائده: معرفة وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم .
ومنها : الوقوف على المعنى و إزالة الإشكال .
قال الواحدي: لا يمكن تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها (2) .
وقال ابن تيمية : معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب.
ومنها : أنه قد يكون اللفظ عاما ويقوم الدليل على التخصيص.
طرق معرفة أسباب النزول :
لا طريق لمعرفة أسباب النزول إلا النقل الصحيح ،قال الواحدي: ( لا يحل القول في أسباب النزول إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل ووقفوا على الأسباب وبحثوا عن علمها وجدوا في الطلب) (3) .
وقد ورد في الشرع الوعيد بالنار للجاهل المتكلم في هذا الباب بغير علم , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : }اتقوا الحديث إلا ما علمتم فإنه من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ومن كذب على القرآن من غير علم فليتبوأ مقعده من النار{ (4).
السلف الماضون رحمهم الله كانوا من أشد الناس احترازا عن القول في نزول الآية .
قال ابن سيرين: سألت عبيدة عن آية من القرآن فقال اتق الله وقل سدادا ذهب الذين يعلمون فيما أنزل الله .
وأما اليوم فكل أحد يخترع شيئا ويختلق إفكاً وكذبا ملقياً زمامه إلى الجهالة غير مفكر في الوعيد للجاهل بسبب نزول الآية.
أشهر من كتب في هذا العلم وأفرده بالتصنيف :
أفرد هذا العلم بالتصنيف جماعة أقدمهم علي بن المديني شيخ الإمام البخاري و من أشهر الكتب في هذا الفن كتاب الواحدي وقد اختصره الجعبري فحذف أسانيده ولم يزد عليه شيئا وألف فيه شيخ الإسلام أبو الفضل بن حجر كتابا مات عنه مسوِّده فلم نقف عليه كاملا (5) .
وألف فيه الإمام جلال الدين السيوطي كتابا حافلا موجزا سماه ( لباب النقول في أسباب النزول) قال عنه لم يؤلف مثله في هذا النوع .
هل العبرة بعموم اللفظ أم بخصوص السبب :
الأصح عندنا هو الأول وقد نزلت آيات في أسباب واتفقوا على تعديتها إلى غير أسبابها وذلك كآيات اللعان مثلا جاءت بلفظ يفيد العموم وهو قوله تعالى } والذين يرمون أزواجهم { (6).
مع أنها نزلت في حادثة خاصة وهي قذف هلال بن أمية لزوجته بشريك ابن سمحاء فحكم الآية وهو اللعان يتناول كل من قذف زوجته ولم يكن له شهداء فيشمل هلال بن أمية وغيره ولا يختص به دون غيره من قذفة زوجاتهم .
ومن يعتبر عموم اللفظ قال خرجت هذه الآيات نحوها لدليل آخر كما قصرت آيات على أسبابها اتفاقا لدليل قام على ذلك قال الزمخشري في سورة الهمزة : يجوز أن يكون السبب خاصا و الوعيد عاما ليتناول كل من باشر ذلك القبيح وليكون ذلك جاريا مجرى التعويض .
ومن الأدلة على اعتبار عموم اللفظ احتجاج الصحابة وغيرهم في وقائع بعموم آيات نزلت على أسباب خاصة فجعلوا حكمها متناولا كل من يدخل تحت عموم اللفظ لم يقصروه على من نزلت فيه الآية فقد ورد عن ابن عباس ما يدل على اعتبار العموم فإنه قال به في آية السرقة مع أنها نزلت في امرأة سرقت .
قال نجدة الحنفي : سألت ابن عباس عن قوله تعالى : } والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما{ (7) أخاص أم عام قال بل عام (8).
واستدلوا أيضا بأنه لو لم تكن العبرة بعموم اللفظ لكان معنى ذلك استعمال اللفظ العام بمعنى خاص بدون فائدة وهذا خلاف الأصل وخروج عن المألوف في أساليب العرب ويرى بعض العلماء أن العبرة بخصوص السبب فقط فلفظ الآية النازلة على سبب يكون مقصورا على السبب الذي نزلت من أجله أما أشباه سببها فلا يعلم حكمه من نص الآية, وإنما يعلم من دليل آخر هو القياس أو قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث }حكمي على الواحد كحكمي على الجماعة { (9).
ويجب أن يلاحظ: أن حكم النص العام الوارد على سبب يتعدى عند هؤلاء وهؤلاء إلى أفراد غير السبب الذي نزل فيه وغير الجمهور يقولون أنه يتناولهم إلا بالقياس أو بنص آخر.
ذِكْرُ المفسرين لنزول الآية أسبابا متعددة :
كثيرا ما يذكر المفسرون لنزول الآية أسبابا متعددة وطريق الاعتماد في ذلك أن ننظر إلى العبارة الواقعة فإن عبر أحدهم بقوله نزلت في كذا والآخر نزلت في كذا وذكر أمرا آخر فإن هذا يراد به التفسير لا ذكر السبب فلا منافاة بين قولهما إذا كان اللفظ يتناولهما .
وإن ذكر واحد سببا معبرا بقوله نزلت في كذا وصرح الآخر بذكر سبب خلافه فهو المعتمد وإن ذكر واحد سببا وآخر سببا غيره فإن كان أحدهما صحيحا دون الآخر فالصحيح المعتمد وإن استوى الإسنادان في الصحة فيرجح أحدهما بكون راويه حاضر القصة أو نحو ذلك من وجوه الترجيحات وإن أمكن نزولها عقيب السببين و الأسباب المذكورة بألا تكون معلومة التباعد فيحمل على ذلك .
قال ابن حجر : لا مانع من تعدد الأسباب (10).
وإن لم يمكن ذلك فيحمل على تعدد النزول وتكرره ، والله أعلم.
قال الإمام الزركشي: (11) ( وقد ينزل الشيء مرتين تعظيماً لشأنه وتذكيراً به عند حدوث سببه خوف نسيانه )
ولا يقال: كيف يتعدد النزول للآية الواحدة وهو تحصيل حاصل ؟
فالجواب أن لذلك فائدة جليلة ( والحكمة من هذا كما قال الزركشي (12) أنه قد يحدث سبب من سؤال أو حادثة تقتضي نزول آية ، وقد نزل قبل ما يتضمنها فتؤدى تلك الآية بعينها إلى النبي صلى الله عليه وسلم تذكيراً لهم بها وبأنها تتضمن هذه ) .
________________________________________________

(1) تسهيل الوصول 8
(2) أسباب النزول 6
(3) أسباب النزول 6
(4) مسند أحمد ابن حنبل ج 1
(5) اسمه العجاب في بيان الأسباب وهو مخطوط وموجود في مكتبة ابن يوسف في المغرب
(6) سورة النور الآية : 6
(7) سورة المائدة الآية : 38
(8) جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري \6 \ 9309
(9) زيادة الجامع الصغير للإمام السيوطي حرف الحاء قال في كشف الخفاء: ليس له أصل بهذا اللفظ كما قال العراقي في تخريج أحاديث البيضاوي، وقال في الدرر كالزركشي لا يعرف،وسئل عن المزي والذهبي فأنكره،نعم يشهد له ما رواه الترمذي والنسائي من حديث أميمة بنت رقيقة، فلفظ النسائي ما قولي لامرأة واحدة إلا كقولي لمائة امرأة، ولفظ الترمذي إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة، وهو من الأحاديث التي ألزم الدارقطني الشيخين بإخراجها لثبوتها على شرطهما،وقال ابن قاسم العبادي في شرح الورقات الكبير حكمي على الجماعة لا يعرف له أصل بهذا اللفظ كما صرحوا به مع أنهم أولوه بأنه محمول على أنه يعم بالقياس،ويغني عنه ما رواه ابن ماجه وابن حبان والترمذي وقال حسن صحيح من قوله صلى الله عليه وسلم في مبايعة النساء إني لا أصافح النساء، وما قولي لامرأة واحدة إلا كقولي لمائة امرأة انتهى.
(10) فتح الباري 8 / 450
(11) البرهان 1 / 29
(12) البرهان 1 / 31


المصادر و المراجع:
1ـ البرهان في علوم القرآن للإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي طبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه .
2ـ أسباب النزول للإمام أبو الحسن علي أحمد الواحدي النيسابوري طبعة دار الجيل بيروت .
3ـ الإتقان في علوم القرآن للإمام جلال الدين السيوطي طبعة دار الهجرة دمشق بيروت .
4- لباب النقول في أسباب النزول للإمام جلال الدين السيوطي طبعة دار الجيل –بيروت.
5ـ تسهيل الوصول إلى معرفة أسباب النزول للشيخ خالد عبد الرحمن العك طبعة دار المعرفة بيروت .
6- علوم القرآن الكريم للدكتور نور الدين عتر مطبعة الصباح.
7- الواضح في علوم القرآن للدكتور مصطفى ديب البغا ومحيي الدين ديب مستو طبعة دار الكلم الطيب ودار العلوم الإنسانية – دمشق .
بقلم : صبحي سرحيل

جميع الحقوق محفوظة لموقع عالم القرآن الكريم


استذكار القرآن وتعاهده

عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت
تخريج الحديث: صحيح
رواه البخاري ومسلم والنسائي وأحمد وابن حبان والحديث في الموطأ ومسند الإمام أحمد عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
شرح المفردات:
المعقلة: المشدودة بالعقال وهو الحبل الذي يشد في ركبة البعير.
شرح الحديث:
شبه درس القرآن واستمرار تلاوته بربط البعير الذي يخشى منه الشراد، فما زال التعاهد موجوداً فالحفظ موجود، كما أن البعير ما دام مشدوداً بالعقال فهو محفوظ.
وخص الإبل بالذكر لأنها أشد الحيوان الإنسي نفوراً، وفي تحصيلها بعد استمكان نفورها صعوبة.
قال ابن بطال: إنما شبه -صلى الله عليه وسلم- صاحب القرآن بصاحب الإبل المعلقة إن عاهد عليها أمسكها وأنه يتفصى من صدور الرجال؛ لقوله تعالى: {إنا سنلقى عليك قولاً ثقيلاً} [المزمل: 5]، فوصفه تعالى بالثقل، ولولا ما أعان على حفظه ما حفظوه، فقال: {إن علينا جمعه وقرآنه} [القيامة: 17]، وقال: {ولقد يسرنا القرآن للذكر} [القمر: 17]، فبتيسير الله وعونه لهم عليه بقى في صدورهم، فالحديث يفسر آيات التنزيل؛ فكأنه قال تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه}، {ولقد يسرنا القرآن للذكر}، إذا تعوهد وقرئ أبداً وتذكر.
قوله صلى الله عليه وسلم (إنما مثل صاحب القرآن) أي مع القرآن، والمراد بالصاحب الذي ألفه، أي ألف تلاوته، وهو أعم من أن يألف التلاوة نظراً من المصحف أو عن ظهر قلب، فإن الذي يداوم على التلاوة يذل له لسانه ويسهل عليه قراءته، فإذا هجره ثقلت عليه القراءة وشقت عليه.
والتعبير بـ " إنما " يقتضي الحصر، لكنه حصر مخصوص بالنسبة لأمر مخصوص وهو دوام حفظه بالدرس.
قوله : ( إن عاهد عليها أمسكها )
أي إن احتفظ بها ولازمها استمر إمساكه لها، وفي رواية أيوب عن نافع عند مسلم " فإن عقلها حفظها ".
ويستفاد من الحديث:
الحث على تعاهد القرآن وتلاوته والحذر من تعريضه للنسيان.

ينظر فتح الباري- شرح النووي على مسلم– شرح البخاري لابن بطال – فيض القدير


جميع الحقوق محفوظة لموقع عالم القرآن الكريم

فضل قراءة القرآن

عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر.
تخريج الحديث: صحيح
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد بن حنبل عن الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، ورواه أبو داود عن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه.
شرح الحديث:
قوله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن) ووقع في رواية شعبة عن قتادة " المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به " وهي زيادة مفسرة للمراد.
( كمثل الأترجة ) ثمر معروف جامع لطيب الطعم والرائحة وحسن اللون ومنافع كثيرة .
والمقصود بضرب المثل بيان علو شأن المؤمن وارتفاع عمله وانحطاط شأن المنافق وإحباط عمله.
(ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها) من حيث أنه مؤمن غير تال في الحال الذي لا يكون فيه تالياً وإن كان ممن حفظ القرآن ذكره ابن عربي.
(وطعمها حلو) من حيث إنه مؤمن ذو إيمان.
(ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب) لأن القرآن طيب وليس إلا أنفاس التالي والقارئ وقت قراءته.
(وطعمها مر) لأن النفاق كفر الباطن والحلاوة إنما هي للإيمان فشبهه بالريحانة لكونه لم ينتفع ببركة القرآن ولم يفز بحلاوة أجره فلم يجاوز الطيب موضع الصوت وهو الحلق ولا اتصل بالقلب.
(ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة) معروفة تسمى في بعض البلاد بطيخ أبي جهل.
(ليس لها ريح وطعمها مر)لأنه غير قارئ في الحال قال ابن عربي : وعلى هذا المجرى كل كلام طيب فيه رضا الله.فوائد من الحديث النبوي:
* الحكمة في تخصيص الأترجة بالتمثيل دون غيرها من الفاكهة التي تجمع طيب الطعم والريح كالتفاحة:
الإيمان خير باطني لا يظهر لكل أحد كالطعم الطيب، والقرآن كالريح الطيب ينتفع بسماعه كل أحد ويظهر سمحاً لكل سامع.
لأنه يتداوى بقشرها وهو مفرح بالخاصية، ويستخرج من حبها دهن له منافع.
غلاف حبه أبيض فيناسب قلب المؤمن ، وفيها أيضا من المزايا كبر جرمها وحسن منظرها وتفريح لونها ولين ملمسها ، وفي أكلها مع الالتذاذ طيب نكهة ودباغ معدة وجودة هضم ، ولها منافع أخرى مذكورة في المفردات .
* لم خص صفة الإيمان بالطعم وصفة التلاوة بالريح؟
لأن الإيمان ألزم للمؤمن من القرآن إذ يمكن حصول الإيمان بدون القراءة، وكذلك الطعم ألزم للجوهر من الريح فقد يذهب ريح الجوهر ويبقى طعمه.
ما يستفاد من الحديث:فضيلة حاملي القرآنضرب المثل للتقريب للفهمالمقصود من تلاوة القرآن العمل بما دل عليه .

ينظر فتح الباري – عون المعبود – فيض القدير


جميع الحقوق محفوظة لموقع عالم القرآن الكريم

jeudi 11 juin 2009


أعظم أنواع العبادة
إن الدعاء أعظم أنواع العبادة، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي قال: « الدعاء هو العبادة » ثم قرأ: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } [غافر:60] [رواه أبو داود والترمذي. قال حديث حسن صحيح، وصححه الحاكم]. وقد أمر الله بدعائه في آيات كثيرة، ووعد بالإجابة، أثنى على أنبيائه ورسله فقال: { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ } [الأنبياء:90]. وأخبر سبحانه أنه قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، فقال سبحانه لنبيه : وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة:186].