vendredi 12 juin 2009


استذكار القرآن وتعاهده

عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت
تخريج الحديث: صحيح
رواه البخاري ومسلم والنسائي وأحمد وابن حبان والحديث في الموطأ ومسند الإمام أحمد عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
شرح المفردات:
المعقلة: المشدودة بالعقال وهو الحبل الذي يشد في ركبة البعير.
شرح الحديث:
شبه درس القرآن واستمرار تلاوته بربط البعير الذي يخشى منه الشراد، فما زال التعاهد موجوداً فالحفظ موجود، كما أن البعير ما دام مشدوداً بالعقال فهو محفوظ.
وخص الإبل بالذكر لأنها أشد الحيوان الإنسي نفوراً، وفي تحصيلها بعد استمكان نفورها صعوبة.
قال ابن بطال: إنما شبه -صلى الله عليه وسلم- صاحب القرآن بصاحب الإبل المعلقة إن عاهد عليها أمسكها وأنه يتفصى من صدور الرجال؛ لقوله تعالى: {إنا سنلقى عليك قولاً ثقيلاً} [المزمل: 5]، فوصفه تعالى بالثقل، ولولا ما أعان على حفظه ما حفظوه، فقال: {إن علينا جمعه وقرآنه} [القيامة: 17]، وقال: {ولقد يسرنا القرآن للذكر} [القمر: 17]، فبتيسير الله وعونه لهم عليه بقى في صدورهم، فالحديث يفسر آيات التنزيل؛ فكأنه قال تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه}، {ولقد يسرنا القرآن للذكر}، إذا تعوهد وقرئ أبداً وتذكر.
قوله صلى الله عليه وسلم (إنما مثل صاحب القرآن) أي مع القرآن، والمراد بالصاحب الذي ألفه، أي ألف تلاوته، وهو أعم من أن يألف التلاوة نظراً من المصحف أو عن ظهر قلب، فإن الذي يداوم على التلاوة يذل له لسانه ويسهل عليه قراءته، فإذا هجره ثقلت عليه القراءة وشقت عليه.
والتعبير بـ " إنما " يقتضي الحصر، لكنه حصر مخصوص بالنسبة لأمر مخصوص وهو دوام حفظه بالدرس.
قوله : ( إن عاهد عليها أمسكها )
أي إن احتفظ بها ولازمها استمر إمساكه لها، وفي رواية أيوب عن نافع عند مسلم " فإن عقلها حفظها ".
ويستفاد من الحديث:
الحث على تعاهد القرآن وتلاوته والحذر من تعريضه للنسيان.

ينظر فتح الباري- شرح النووي على مسلم– شرح البخاري لابن بطال – فيض القدير


جميع الحقوق محفوظة لموقع عالم القرآن الكريم

Aucun commentaire: