vendredi 12 juin 2009

فضل قراءة القرآن

عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر.
تخريج الحديث: صحيح
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد بن حنبل عن الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، ورواه أبو داود عن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه.
شرح الحديث:
قوله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن) ووقع في رواية شعبة عن قتادة " المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به " وهي زيادة مفسرة للمراد.
( كمثل الأترجة ) ثمر معروف جامع لطيب الطعم والرائحة وحسن اللون ومنافع كثيرة .
والمقصود بضرب المثل بيان علو شأن المؤمن وارتفاع عمله وانحطاط شأن المنافق وإحباط عمله.
(ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها) من حيث أنه مؤمن غير تال في الحال الذي لا يكون فيه تالياً وإن كان ممن حفظ القرآن ذكره ابن عربي.
(وطعمها حلو) من حيث إنه مؤمن ذو إيمان.
(ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب) لأن القرآن طيب وليس إلا أنفاس التالي والقارئ وقت قراءته.
(وطعمها مر) لأن النفاق كفر الباطن والحلاوة إنما هي للإيمان فشبهه بالريحانة لكونه لم ينتفع ببركة القرآن ولم يفز بحلاوة أجره فلم يجاوز الطيب موضع الصوت وهو الحلق ولا اتصل بالقلب.
(ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة) معروفة تسمى في بعض البلاد بطيخ أبي جهل.
(ليس لها ريح وطعمها مر)لأنه غير قارئ في الحال قال ابن عربي : وعلى هذا المجرى كل كلام طيب فيه رضا الله.فوائد من الحديث النبوي:
* الحكمة في تخصيص الأترجة بالتمثيل دون غيرها من الفاكهة التي تجمع طيب الطعم والريح كالتفاحة:
الإيمان خير باطني لا يظهر لكل أحد كالطعم الطيب، والقرآن كالريح الطيب ينتفع بسماعه كل أحد ويظهر سمحاً لكل سامع.
لأنه يتداوى بقشرها وهو مفرح بالخاصية، ويستخرج من حبها دهن له منافع.
غلاف حبه أبيض فيناسب قلب المؤمن ، وفيها أيضا من المزايا كبر جرمها وحسن منظرها وتفريح لونها ولين ملمسها ، وفي أكلها مع الالتذاذ طيب نكهة ودباغ معدة وجودة هضم ، ولها منافع أخرى مذكورة في المفردات .
* لم خص صفة الإيمان بالطعم وصفة التلاوة بالريح؟
لأن الإيمان ألزم للمؤمن من القرآن إذ يمكن حصول الإيمان بدون القراءة، وكذلك الطعم ألزم للجوهر من الريح فقد يذهب ريح الجوهر ويبقى طعمه.
ما يستفاد من الحديث:فضيلة حاملي القرآنضرب المثل للتقريب للفهمالمقصود من تلاوة القرآن العمل بما دل عليه .

ينظر فتح الباري – عون المعبود – فيض القدير


جميع الحقوق محفوظة لموقع عالم القرآن الكريم

Aucun commentaire: